Prayer Times
www.salatimes.com
| A+ A-

يزيد بعضهم رابعًا: وهو اقتداءً لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كل أمرٍ ذي بالٍ لا يبدأ فيه بالبسملة». أو «ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر». لكن الحديث ضعيف وكل ما ورد في الافتتاح بالحمدلة أو البسملة فهو ضعيف كما ضعفه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه ((إرواء الغليل)).

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) إذًا عرفنا أنه افتتح هذا النظم وابتدأ هذا النظم ابتداءً حقيقيًّا، لأن الابتداء عند العلماء نوعان: ابتداء حقيقي، وابتداء نسبي.

الابتداء الحقيقي هو الذي لم يسبق بشيء، وهنا البسملة لم تسبق بشيء.

الابتداء النسبي هو باعتبار ما قدموا قد سبق بلفظ سابق كالبسملة هنا، وباعتبار ما بعده فهو مبتدأ به كالحمدلة كما سيأتي.

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) يتعلق بها أمور منها وأهمها فيما يتعلق في علم النحو أنه بسم الله جار ومجرور متعلق بمحذوف واجب الحذف، واجب الحذف لأنه جرى مجرى الأوزان، اختلف النحاة في تقدير هذا المحذوف، والصحيح من تلك الأقوال أنه فعل خاص مؤخر، فعل، لا اسم، خاص، لا عام، مؤخر، لا متقدم، وتقديره هنا أن نقول: بسم الله الرحمن الرحيم أنظم. أنظم هذا فعل وهو فعل مضارع وهو خاص لا عام، عَام إذا قدرته، عام إذا قلت: بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ. أبدأ ماذا؟ نقول: هذا عام. مؤخر لا مقدم لم يكن أو لم نقدر أنظم بسم الله الرحمن الرحيم، أما كونه فعلاً لما نقدره فعلاً؟ لأن الأصل في العمل للأفعال، فرع في الأسماء والحروف، الأصل في الأسماء أن لا تعمل، ولذلك إذا عمل الاسم لا بد من السؤال لم عَمِلَ الاسم؟ والأصل في الحروف أنها لا تعمل وإذا عمل الحرف فلا بد من السؤال لم عَمِلَ الحرف؟، إذًا نقدره فعلاً لأن الأصل في العمل في الأفعال، خاصًا لا عامًا لأن كل من بسمل لا بد وأن ينوي في نفسه ما فعل البسملة مبدأً له، فالذي يأكل ينوي آكل، بسم الله الرحمن الرحيم آكل هل يتصور أنه يأكل ويسمي ويقول: بسم الله الرحمن الرحيم. وينوي في قلبه أنه ينام؟ نقول: لا، كل من بسمل فإن ما قد نوى وأضمر في نفسه من الحدث المعين ما قد جعل البسملة مبدأً له، فهذا كأن قوله: مؤخرًا لا مقدم لفائدتين:

الأولى: الابتداء باسم الله جل وعلا أنه لا يتقدمه شيء.

ثانيًا: الحصر والقصر.

والحصر والقصر بمعنى عند بعض العلماء وهو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عن ما عداه، إذا قلنا: أفادت الحصر تقديم أو تأخير الفعل أفادت الحصر فهو في قوة قولك: بسم الله لا بسم غيره آكل. كما تقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]. {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والقصر، الأصل أصل الترتيب نعبدك، نعبدك فعل مضارع والكاف مفعول به، قُدِّم لأمر الحصر والقصر فقيل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}. أي: نعبدك ولا نعبد غيرك، أو {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لا غيرك {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، أي: نستعين بك لا بغيرك. وهنا كذلك نقول: بسم الله الرحمن الرحيم، أي: بسم الله أستعين لا باسم غيره.


The Noble Quran - Quran translation

«if You do, they will mislead Your servants and will only give birth to ungrateful sinners.»

Surah Nuh