| A+ A-

مدخل

...

الهجرة النبوية - دراسة وتحليل-

لفضيلة الدكتور/ محمد السيد الوكيل: وكيل كلية الحديث الشريف

ليست الهجرة في عرف الدعاة والمصلحين وسيلة راحة، ولا حيلة للاستجمام من عناء طال صبرهم عليه، ولا هي فرصة للترويح عن النفس بالسير في الأرض، والإطلاع على عوالم جديدة لم تتح لهم فرصة الإطلاع عليها، ولكنها في الحقيقة عناء يضاف إلى عنائهم وجهد يتحملونه فوق طاقاتهم، ووحشة تضاف إلى ما هم فيه من غربة في بلادهم.

أليست الهجرة انتقالا من الوطن إلى أرض جديدة؟ ومن يضمن للمهاجر السعادة والأمن في تلك الأرض الجديدة؟ أليس في الهجرة مفارقة الأحباب والخلان؟ ومن يكفل للمهاجر من يعوضه عن أحبابه وخلانه في مهاجرة؟

أو ليس في الهجرة قلق للنفس بعد استقرارها، ووحشتها بعد أنسها؟ وأنى للمهاجر الاستقرار والأنس وهو غريب شريد؟.

إن حب الوطن غريزة فطر عليها كل مخلوق، ومفارقة الوطن تترك في النفس اضطرابا مهما كانت الغاية من مفارقته، والإنسان عندما يفارق وطنه على أمل العودة يعلل نفسه بسرعة الأيام، ويمنيها بأنس اللقاء بعد الفراق، أما إذا لم يكن أمل في العودة، وانقطعت آمال المهاجر في لقاء من فارق، وأصبح اللقاء أمنية عزيزة بعد أن كان حقيقة واقعة، فإن المهاجر يرى كل شيء بعين اليائس، ويسمع كل لحن بأذن الأصم، فهو لا يستلذ بعيش، ولا يهنأ براحة، ولا يأنس بجليس.

على أننا يجب أن نفرق بين التضحية والتغلب على نزعات النفس من أجل القيام بالواجب، وبين شعور الإنسان باللوعة وإحساسه بالألم عند القيام بعمل يخالف الفطرة، ويتعارض مع الجبلة.

وليس هذا الشعور وذلك الإحساس مما يلام عليه الإنسان لأنه جبلة خلق الإنسان بها، وإنما يلام عليه إذا أقعده عن واجب، وحال بينه وبين معالي الأمور.

ولعل هذا الشعور هو الذي خالط نفس بلال بن رباح - رضي الله عنه - بعد هجرته إلى المدينة حينما كان ينظر إلى السماء ويقول: "لا شك أن سماء مكة أجمل من هذه السماء، وأن هواء مكة أنقى من هذا الهواء"1.


1 بلال مؤذن الرسول ص 45.


Le Noble Coran - Traduction du Coran

«O les hommes ! Si vous êtes dans le doute au sujet de la Résurrection, sachez en vérité c'est Nous qui vous avons créés de poussière, puis d'une goutte de sperme, puis d'un caillot de sang, puis d'une masse de chair formée ou informe, ceci pour vous rendre manifeste Notre pouvoir. Nous déposons dans les matrices ce que Nous voulons jusqu'à un terme fixé ; puis Nous vous en faisons sortir petits enfants pour que, plus tard, vous atteigniez votre maturité. Tel d'entre vous est appelé à mourir ; un autre parvient à l'âge de la décrépitude au point de ne plus rien savoir de ce qu'il savait. Tu vois la terre desséchée, mais dès que Nous y faisons descendre de l'eau, elle tressaute, gonfle et laisse pousser toutes sortes d'espèces merveilleuses.»

Sourate Al-Hajj